الحب و الثقة و الحرية
4:13 ص |
تعديل الرسالة

الثقة هي الماء الذي يروي بُرعم الحب في قلبك...
والحرية هي الشمس التي تتفتح بنورها زهور المحبة...
إن المحبة الحقيقية بريئة تماماً من كل أشكال القيود التي تُقيّد بها المحبوب...
بعيدة تماماً عن كل أنواع الأوراق والعُقود....
كالنسيم العليل في ليل الصيف الحار...
فلا تحاول أن تُغلق النوافذ كي تحبسه داخل بيتك... لأنك بذلك لن تحصل إلا على الهواء الفاسد... وهذا ما يفعله أغلب الأزواج في مجتمعاتنا...!
إنهم يخنقون الحب داخل أقفاصهم الذهبية... فيموت ولا يبقى منه إلا الظلال الباردة التي تُحوّل قلوبهم إلى حجارة...
تذكّر دوماً أن تفتح أبوابك ونوافذك الداخلية...
واهدُم السقف والجدران الخفيّة التي تسكُن رأسك وتحجب نور الحياة عن قلبك...
فالقلب لا يعرف حدوداً أو قيود...
لا يعرف إلا التحليق في سماء المحبة الواسـعة...
والثقة الكاملة بالمحبوب...
لأنه يرى روحَه في كل الوجود...
كعبير الورود الذي ينتشر بلا حدود...
دون أن ينتظر مكافأةً أو رُدود....
إن كل الصّكوك والعُقود في معاقد ومحاكم الزواج ما هي إلا دليلٌ على عدم الثقة والرغبة بامتلاك مَن "تُفكِّر" بأنك تحبه... فأنت تثق بالشرطة وقانون المحاكم الـ مااا حاكم أكثر مما تثق بالحب ذاته...!
هذا ليس حباً على الإطلاق... فالقلب لا يعرف مثل هذه الحسابات والمناورات والضّمانات...
القلب مغامرٌ يُخاطر بنفسه لأجل حبِّه... لأجل "هذه اللحظة" التي لا يعرف غيرها... لا ماضي ولا مستقبل...
المحبة لا تعرف إلا "الآن"... لكن عقلك تحوَّل من خادم إلى سيّد... حتى أنه أصبح يدَّعي المحبة ويفكّر بها..!!
الفِكر مُحتالٌ خبير... ومخادعٌ كبير...
عندما تحبّ من أعماق قلبك فعلاً، فلن تفكر في الغد أبداً... لأنك غير قادر على التفكير في حالة العشق والجنون...
إنك تعيش في بُعدٍ آخر للحياة لم تختبره من قبل... ورأسك لم يَعُد السّكن المناسب لك... بل أصبح كالسجن الضيق المظلم بالنسبة لسماء قلبك اللامحدودة...
وأنت الآن تُحلِّق فارداً جناحيك... ولن تهبط أبداً طالما أنك تثق بهذا الفضاء الواسع... بل سترتفع إلى أعلى قمم النور... وتختفي هناك في ألوان الأفق...
هذا الاستسلام هو الإسلام والتسليم للحياة...
فهي لن تأخذك إلى الموت أبداً... لأنها لا تعرف الموت...
ولأنها الحياة بكل بساطة... وبدون أي وساطة، ستقودك إلى مصدرها ومنبعها... فمنه أتيتَ وإليه تعود... وإليه ترجعون...
وفي الحقيقة إنه ليس "هناك" بل: "هنا والآن"
منذ الأزل إلى الأبد... مَدَدٌ... مَدَد...
التسليم يعني الثقة المطلقة...
لكن عقلك يشعر بالخوف والقلق عندما يسمع مجرّد كلمة "ثقة"... فكيف لو كانت كاملة ومطلقة وصادرة عن قناعة عميقة فيك..؟!
العقل لا يعرف إلا القلق والحيرة والشك...
أما الثقة الكاملة فتنبع من أعماق كيانك...
منك أنت...
فأين أنت... ومن أنت ..؟
التسميات:
الجنس و التأمل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
مختارات القراء لهذا الشهر
-
الرحمة هي الدواء الوحيد الذي يشفي من كل داء... لأن سبب كل أمراض الإنسان هو النقصان في الحب... كل ما يجري خطأ في جسده أو نفسه له عل...
-
ما هي النشوة أو الخمرة الإلهية التي تحدّث عنها العارفون بالله والعاشقون؟ ما هو "الحال" الذي يحدث في التأمل كمستوى أعلى من ا...
-
هناك حب بين الرجل والمرأة... يفيض بالحماس والحرارة والمتعة... وهناك حب بين التلميذ والمعلم... يغوص بالاستسلام والهدوء والحكمة... وه...
-
العلاقة شيء... والمشاركة الحقيقية شيء آخر... إقامتك لأي علاقة يعني أنك بالأصل مستقل ومنفصل وكذلك الشخص الآخر ولهذا قررت التواص...
-
هناك نوعان من التسليم والاستسلام الأول هو استسلام الضعفاء الأذلاء أي عندما تكون مجبوراً ومقهوراً وعليك أن تستسلم وهذا شيء بشع، لا تس...
-
هناك سبعة أجساد في جسد كل إنسان... سواء كان رجل أم امرأة.. وهي ثنائية.. ذكر وأنثى.. متقابلة في جسد كل منهما وصولاً إلى الجسد الخامس ...
-
الثقة هي الماء الذي يروي بُرعم الحب في قلبك... والحرية هي الشمس التي تتفتح بنورها زهور المحبة... إن المحبة ...
-
الحب هو الحرية الوحيدة من كل تعلّق وعبودية عندما تحب كل شيء لن تتعلق بأي شيء ...إذا صار الرجل سجيناً لحب المرأة ...وإذا صارت ...
-
يا نور الحياة الحنون.... الحب هو أقوى حل وتحويل، أقصر وأسرع سبيل... الحب أعمق عِلم لإزالة أي ألم عند أي عليل... إذا أحببتِ... ستجت...
-
الحب يؤلمنا لكي يعلّمنا.... الحب يؤلم ويعذّب قلب كل حبيب وعاشق.... لأنه يشق الطريق إلى السعادة والفرح الفائق... الحب يؤلم ويوجّع ...
Blog Archive
-
▼
2013
(13)
-
▼
يناير
(13)
- الحب و الثقة و الحرية
- من الجسد إلى الواحد الأحد
- الرحمة... دواء الإنسان والأكوان من الرحمن
- ما هي النشوة أو الخمرة الإلهية ؟
- بين الاستقلال والاتكال
- محبة بلا علبة
- أربع خطوات للحب
- الحاجة إلى الحب
- أين ذهب الحب ؟
- الخـــوف و الحـــب
- بـــدر و بــحر
- لماذا يؤلمنا الحب و يعذّبنا؟
- يا نور الحياة الحنون.... الحب هو أقوى حل وتح...
-
▼
يناير
(13)
أرشيف المدونة الإلكترونية
-
▼
2013
(13)
-
▼
يناير
(13)
- الحب و الثقة و الحرية
- من الجسد إلى الواحد الأحد
- الرحمة... دواء الإنسان والأكوان من الرحمن
- ما هي النشوة أو الخمرة الإلهية ؟
- بين الاستقلال والاتكال
- محبة بلا علبة
- أربع خطوات للحب
- الحاجة إلى الحب
- أين ذهب الحب ؟
- الخـــوف و الحـــب
- بـــدر و بــحر
- لماذا يؤلمنا الحب و يعذّبنا؟
- يا نور الحياة الحنون.... الحب هو أقوى حل وتح...
-
▼
يناير
(13)
1 التعليقات:
روعة شكر لكم
إرسال تعليق